ما بين دماء الشهداء وآلام الجرحى، وبين حزن أهالي بيروت وكل لبنان على العاصمة الجريحة، وفوق كل الحطام والركام في مختلف أنحاء بيروتنا، يدمع القلب وتحترق الروح… بيروت اليوم تشبه ساحة حرب، يلفها الحزن ويحاوطها القهر.
مشهدٌ واحدٌ في بيروت يكسر هذا السواد، ويرسم بقعة ضوء في نفقٍ أسود، ونسمة أمل بغدٍ أفضل. في ظل غياب تام للدولة وأجهزتها، لم تغب نخوة وهمم أحباب بيروت ومحبيها، فتشابكت الأيدي لرفع الألم وإزالة الركام من المنازل والشوارع والمحال. الأبطال الحقيقيون، الدولة بغياب الدولة: المتطوعون.
نكتب هذا البيان ليس للترويج أو للإعلان، بل نكتبه فخرًا بفريق عملنا ومتطوعينا، وكل متطوع، الذين لا يدّخرون جهدًا لمساعدة مدينتهم وأهلها.
شكرًا لكم لعملكم الدؤوب لرفع الركام والزجاج، وتنظيف المنازل والشوارع والمحال في مختلف مناطق العاصمة، ونقل الزجاج لمعامل إعادة التدوير ضمن مبادرة يلا نفرز.
شكرًا لكم لرسالتكم الإنسانية في مداواة الجرحى، عبر تقديم الإسعافات الأوّلية لجرحى الإنفجار منذ ليل الثلاثاء الدامي، وطيلة هذه الأيام عبر متابعة المصابين ومداواة المتطوعين الذين تصاوبوا خلال عملهم أيضًا، عبر الفريق الطبي المتنقل، مركز الرعاية الصحيّة والعيادة النقّالة.
شكرًا لكم، لأنكم تستمعون لآلامٍ وسط ضجيج الدمار، عبر تقديم الدعم النفسي للمتضررين من التفجير، عبر الخط الساخن للدعم النفسي، والعيادات، وعبر باص المرح الذي يجوب المناطق المتضرررة للقيام بأنشطة دعم نفسي للأطفال.
شكرًا لكم، لأنكم لم تتأخروا عن أهالي مدينتكم لتقييم أثر الانفجار على منازلهم ومحالهم، والسعي لمساعدتهم بكل ما أوتيتم.
ننحني تقديرًا لكم وفخرًا بكم وبجهودكم، فريق عمل مؤسسة مخزومي ومتطوعيها الذين رسموا مسارها منذ 23 سنة، على شعارٍ واحد: معًا بدأنا، بكم نجحنا، ومن أجلكم نستمر. ألف تحية لكل متطوع.