مفهوم “القيادة” في تاريخنا القديم كانت ترمز الى الأشخاص الذين يكبروننا سنا، والذين استغرقوا سنوات طويلة من حياتهم لتحقيق الانجازات والحصول على الشهادات الفخرية واعتلاء أهم المراكز والمناصب.. إلا أن هذه الأيام ولت نهائيا في البلدان المتطورة التي تؤمن بقدرات شبابها وتعترف بأنهم استثمار غني لاقتصاد بلادها المعاصر من ناحية الابتكار، والاختراع والانتاجية.
القيادة الحقيقية لا تميز ولا تعترف بأي عمر. القادة هم الأشخاص الذين يخطفون الأنظار، المبادرون والموثرون على محيطهم بشكل بناء. اليوم، يمكن للقائد أن يكون طفلا، فالأطفال لديهم القدرة على ذلك بالفطرة لأنهم غير مقيدون بالمكان والزمان والأنا، انما الكبار هم الذين يرسمون لهم الخطوط الحمراء ويحدون قدراتهم بدلا من استخراجها. هذا الواقع اليوم يتغير تدريجيا خصوصا في لبنان بحيث تعمل بعض المؤسسات الغير الحكومية على دعم هؤلاء الشباب لإيصال أصواتهم وأفكارهم وأحلامهم ورؤيتهم بشكل فعال في قضايا تتعلق بمصير الوطن.
وفي هذا السياق، انطلقت مجموعة من طلاب المدارس المرشحين “لمشروع المجلس البلدي الظل” يوم السبت من مركز المتطوعين المقاصديين، للمشاركة في مخيم Training of Trainers (TOT) في الدبية، الذي نظمه كل من مؤسسة مخزومي، جمعية بيروتيات وجمعية المقاصد الخيرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة UNESCO.
وقد تم تطویر فكرة المشروع هذا بعد إجراء بحوث عدة في المجتمع حول مجالات إشراك الشباب، بهدف محاكاة عمل المجلس البلدي بجمیع مهامه، لیتمكن الشباب من اكتساب مهارات القیادة وحل النزاعات وجمع التبرعات ومهارات الاتصال والتواصل، بالإضافة إلى التوعیة حول حقوق الانتخابات وكیفیة تنفیذ العملیة الانتخابیة.
وقد خضع أعضاء المجلس البلدي الظل المنتخب، لدورات تدریبیة عدة استمرت لمدة يومين من قبل مدربین محترفین وشخصیات بارزة في المجال البلدي والتنموي، لاكتساب المهارات المذكورة مسبقا، قبل البدء بالمهام التي ستقع على عاتقهم عند توزیعها على لجان المجلس البلدي المختلفة.